احلام عبد الرحمن
ركزت محاور الأوراق العلمية المشاركة في المؤتمر العلمي للتراث الثقافي المغمور بالمياه، الذي نظمته هيئة التراث اليوم بجدة، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور جاسر الحربش، ومشاركة واسعة تجمع خبراء وباحثين في مجال التراث الثقافي المغمور بالمياه من 14 دولة حول العالم، على أهمية الحماية والتوعية بحفظ وصون التراث الثقافي المغمور تحت المياه، وذلك من خلال تعزيز وبناء القدرات الحديثة في في علم الآثار المغمورة.
وتضمن المؤتمر أربع جلسات علمية ناقشت العديد من الأوراق العلمية، حيث تناولت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان “مشاريع مسح التراث المغمور في المملكة” متضمنة 4 أوراق علمية؛ الأولى تناولت جهود هيئة التراث في مجال استكشاف التراث المغمور بالمياه قدمها مدير إدارة الآثار بهيئة التراث الدكتور عبدالله الزهراني؛ ركز خلالها على مشاريع استكشاف التراث الثقافي المغمور بالمياه في المملكة؛ ونتائج الأعمال الميدانية في البحر الأحمر؛ واهتمام وزارة الثقافة بإنشاء مركز للتراث المغمور بالمياه الذي سيقوم بتنفيذ الدراسات والأبحاث العلمية للآثار الغارقة وحمايتها واستدامتها والتوعية والتثقيف بها، مستعرضًا جهود هيئة التراث في استمرار الأعمال الميدانية والنشر العلمي في مجال الآثار والتراث؛ وأبرز مراحل تطور العمل الأثري بالمملكة.
فيما حملت الورقة العلمية الثانية موضوع مسح التراث البحري في نيوم؛ التي قدمها نائب رئيس التراث الدولي الدكتور “ستيف كراسيك”، كشف خلالها أن مشروع مسح الآثار الخارقة الذي نفذه فريق متخصص في الجيوفيزياء وعلماء الآثار في مدينة “نيوم” يعد أول مسح منهجي واسع النطاق من نوعه في البحر الأحمر، مسلطًا الضوء على نتائج هذا المشروع الرائد والأهمية الإستراتيجية لمدينة نيوم خلال العصور القديمة المتأخرة وأواخر فترة ما قبل الإسلام.
ولخصت الورقة العلمية الثالثة من الجلسة الأولى التي قدمها الدكتور “رومولو لوريتو” والدكتورة “كيارا زازاراو”؛ منهجية العمل الميداني لموسم 2022م للفريق البحثي المشترك من متخصصي الآثار السعوديين والإيطاليين والمصريين الذين بدأوا أولى عمليات التنقيب تحت المياه في المملكة، وتم العثور على حطام سفينة في أملج تعود للقرن الثامن عشر ميلادي؛ وتعد شاهداً على كثافة النشاط التجاري على امتداد سواحل البحر الأحمر، فيما وضعت الورقة العلمية الرابعة التي قدمها الدكتور “ماريانو أزنار” خارطة الطريق لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في المملكة.
وجاءت الجلسة الثانية لمؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه لتستعرض نتائج مشروعات مسح التراث المغمور حول العالم، من خلال خمس أوراق علمية، تناولت مشروعات مسح التراث في أمريكا اللاتينية وفي البحر الأدرياتيكي والمياه الداخلية لسلوفينيا وفي تيبازا بالجزائر، والآثار الغارقة في لبنان، والأعمال الأثرية في مدينة بورت رويال في جامايكا.
فيما حملت الجلسة الثالثة موضوع “مصادر البحث الأثري والتقنيات الحديثة في المسح والتنقيب عن التراث المغمور”، قُدم خلالها 3 أوراق علمية تناولت: تقنيات المسح والتنقيب الأثري المتقدمة في البحر الأسود؛ ونتائج الدراسات في حفظ التراث الثقافي المغمور في كوريا الجنوبية، وتطبيقات المسح الهيدروغرافي لكشف ودراسة حطام السفن في البحر الأحمر.
وجاءت الجلسة الرابعة والأخيرة لمؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه لتسلط الضوء على أهمية بناء القدرات وإدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه من خلال 4 أوراق علمية تناولت موضوعات: بناء القدرات في إدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه في ضوء اتفاقية اليونسكو لعام 2001م، وأطر رفع وعي الجمهور بالتراث الثقافي المغمور، من خلال مبادئ علم آثار المجتمع وعلم المواطنة؛ وأهمية تعزيز قدرات البحث في علم الآثار البحرية بالتعليم والبرامج التوعوية؛ وطرق تنشئة جمهور واع يشارك في مراقبة مواقع التراث المغمور وإدارته من خلال علم المواطنة وجمع المعلومات بالترفيه عن طريق الغواصين المحترفين