عزة طنطاوي
نظم الصالون الثقافي ندوة حول الدكتور الراحل ميلاد حنا، على هامش فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك ضمن سلسلة مئويات شخصيات مصرية، بحضور الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء السابق، والكاتب الصحفي عادل حمودة، والدكتور هاني ميلاد حنا، ومحمد سامي رئيس حزب الكرامة الأسبق. فيما أدار الندوة علاء عصام.
قال الكاتب عادل حمودة إن المفكر والكاتب ميلاد حنا وُلد في بيئة تميزت بصنع قطرة التسامح نهرًا كاملاً، مشيرًا إلى أهمية قبول الآخر والتعايش معه، وأشار إلى أن كتابه “الأعمدة السبع للشخصية المصرية” يبرز هذه القيم.
وخلال الندوة، أكد حمودة أن المفكر ميلاد حنا لم يغص في ميدان المقاولات على عكس البعض، رغم كفاءته في الهندسة، بل اختار التفرغ للمجال العام مع تألقه في مجاله الأساسي، وهو الهندسة.
وأوضح أن الراحل حنا خلف إرث أدبي وإنساني يشكل بداية لرحلة مثيرة لاكتشاف أفكاره، مشيرًا إلى أنه كتب حول أزمة الإسكان وسبل حلها، وكان يتمتع بالبراعة في مهنته بوعي إنساني. وشدد على التناقض والأزمة الناشئة عن غياب الوعي الإنساني للمواهب المتميزة في مجالات مختلفة، والتي تسفر عن كوارث إنسانية.
وفي حديثه، تناول الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، علاقته بالأديب الراحل ميلاد حنا وتأثيره عليه، حيث أشار إلى أن هناك شخصيات نلتقي بها نادرًا ونستفيد كثيرًا من تواجدهم، واعتبر ميلاد حنا واحدًا من تلك الشخصيات المضيئة.
وفي السياق ذاته، ذكر اللقاء الأول بينهما في مؤتمر هندسي كبير حيث كان تخصص ميلاد حنا في الإنشاءات وتخصص عصام شرف في النقل، وتحدثا عن مشاكل حوادث النقل وأشكال الازدحام والمزاحمة. وأكد أن اللقاء الأول أعقبه تواصلاً هاتفياً، ودعاه لزيارة منزله.
وأوضح شرف أن اللقاءات اللاحقة تناولت مواضيع متنوعة، خاصة حول ثقافة الآخر والتعايش، واستعرضوا قضايا متنوعة مع التركيز على أهمية ثقافة الآخرين والتعايش كحلول للمشاكل الأساسية في المجتمع.
وأشار إلى حتمية تطبيق المشروع التنويري للدكتور ميلاد حنا، والمتمحور حول التعليم والإعلام والفنون، فالمشروع يبنى عليه الهوية الوطنية الحقيقة.
وقال، إذا كان الداخل قويا سيكون قادراً على مواجهة الخارج، وغيرها من النقاشات السريعة التي تحدثنا عنها، فلا يمكن التحدث عن العدالة الاجتماعية دون شيوع ثقافة الآخرين، وغيرها من الأمور، لافتا إلى أن كتاب الأعمدة السبعة، يعد كتاباً أسطورياً ويدٌرس.
من جانبه، وجه المهندس هاني ميلاد حنا الشكر إلى الهيئة العامة للكتاب والدكتور أحمد بهي الدين على تنظيم هذه الندوة التي تحتفي بالمئوية لوالده. أشاد بوالده وأفاد أنه أخبره يومًا بأنه سيترك له شيئًا أهم من المال، وهو حب الناس، وأكد أنه شعر بهذا الحب طوال حياته.
وأضاف المهندس هاني ميلاد حنا أنه تعلق بوالده منذ صغره، ووصف نفسه بأنه كان “أب أبوه” بمعنى كلمة الأبوة والتي تحمل الكثير من المعاني. أشار إلى أن والده حافظ على خصوصية أبنائه ومنحهم المساحة الكافية، وقال: “تعلمت الكثير من الأفكار منه، وكنت أرافقه في محاضراته حيث كنت أقود السيارة له ونتحدث كثيرًا”.