احلام عبد الرحمن
للمرأة تاريخ حافل في عصر التأسيس وتجلت أدوارها في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأدبية والسياسية في بعض الأحيان.
وفي مجتمع التأسيس بالدرعية كان للمرأة إلى جانب بناء أسرتها ورعايتها، مهام تتعلق بإدارة بيتها وشؤونه مع كل الصعوبات وأعباء الحياة التي كانت تواجهها آنذاك، فقد كانت هي المتصرف بشؤونه.
وتميزت المرأة في الدرعية عن غيرها بصفات حميدة كالكرم والصبر والشجاعة والاعتزاز والفخر وحسن التدبير وغيرها وكانت تشارك الرجل وتنافسه في إجارة الخائف المستجير، ويعرف ذلك في حينها في نجد بـ “الدخالة “، حيث تقوم المرأة بحماية الدخيل من كل ما قد يضره.
وهناك نماذج شهيرة لنساء كمضرب للشجاعة والآنفة من بينهم غالية البقمية التي ذاع صيتها ونسجت قصصاً بطولية في مجتمع الدولة السعودية الأولى، حيث كانت غالية بنت عبد الرحمن من قبيلة البقوم -التي تقطن في تربة وهي من بادية ما بين الحجاز ونجد- ، من مناصري الدولة السعودية الأولى ومؤيديها، واشتهرت بسداد الرأي، وقد سخرت البقمية ثروتها وأملاكها لخدمة المدافعين عن الوطن والتصدي لحملات الدولة العثمانية المعتدية، كما عُرفت أيضاً بالكرم، وكان بيتها مقصداً للمحتاجين والفقراء وملجأ لرجالات الدولة السعودية الأولى المخلصين.
كذلك اشتهرت الشاعرة موضي بنت سعد بن عبدالله الدهلاوي بالفخر والاعتزاز، الذي يمتزج بشعرها الحماسي المغلف بالتباهي بالفرسان والغزاة؛ والتي دعمت المدافعين على الصمود أمام القوات المعتدية وبثت فيهم روح الحماسة والقوة، وكانت نموذجاً أدبياً ناتجًا عن ما كانت تحظى به المرأة في الدولة السعودية الأولى من ثقافة وتعليم وتعلم أصول الدين والمعرفة وذلك بحرص واهتمام من أئمة الدولة السعودية الأولى آنذاك.