احلام عبد الرحمن
أكد فايز علي المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية أن المنظمة قد وضعت ضمن أولويات عملها دراسة وبحث واقع تشغيل وبطالة الشباب والشابات في الدول العربية، واعتبار أصحاب الهمم جزءاً لايتجزأ من هذه الأولويات،
جاء ذلك خلال مشاركته في
أعمال المنتدى العربي، بعنوان “ريادة الأعمال: نحو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة“، والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين بالتعاون مع قطاع الشؤون الاجتماعية، إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، في العاصمة المنامة مملكة البحرين، تزامناً مع انعقاد المنتدى العالمي لريادة الأعمال والاستثمار بدورته الخامسة، على هامش أعمال القمة العربية.
وذلك ، من خلال الجلسة العامة الأولى “جامعة الدول العربية آلية إقليمية لدعم ريادة الأعمال للأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة”
وذلك بحضور كل من :أسامة بن أحمد خلف العصفور ، وزير التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين، و نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، و وفاء أبو بكر الكيلاني، وزيرة الشؤون الاجتماعية في دولة ليبيا، و السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية، و فاتو حيدرة، نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية”اليونيدو” وبحضور عدد من المدراء العامين لمنظمات العمل العربي المشترك،
و رحب المطيري في بداية كلمته بوزير التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين، وشكره على دعمه اللامحدود لذوي الإعاقة في مملكة البحرين،
وتوجه بالشكر لوزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية نيفين القباج، على رئاستها لأعمال الجلسة،
و أشار إلى أن المنظمة تسعى دائماً إلى إيجاد السبل الكفيلة لتوفير فرص العمل اللائق والمنتج، منوها إلى انه قد تعددت وتنوعت جهود ومساهمات المنظمة في هذا الصدد، حيث تضمن تقرير المدير العام “ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة..الطريق نحو التنمية المستدامة والتمكين”، للدورة 47 لمؤتمر العمل العربي 2021/، سلسلة من المبادرات الخاصة بريادة الأعمال، بداية من تهيئة بيئة مواتية للابتكار والإبداع، وتمكين المنشآت المستدامة، وسد الثغرات المهارية وإصلاح الأنظمة التعليمية، وترسيخ البنية التحتية التكنولوجية، وتخطي التحديات التي يواجهها هذا القطاع، لدعم الشباب العربي الذي يعد من الفئات الأشد تأثراً بالأزمات المتلاحقة التي تعصف بمنطقتنا العربية،
كما أشار “المطيري” إلى أن المنظمة بصدد إعداد استراتيجية عربية حول ريادة الأعمال، وأن خطة عمل منظمة العمل العربية على مدى السنوات الماضية تضمنت الكثير من البرامج والأنشطة في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لدعم أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية، منوهاً إلى البند الفني “دور التكنولوجيا الحديثة في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل” الذي كان أحد بنود جدول أعمال الدورة 46 لمؤتمر العمل العربي
2019 . لافتا إلى انعكاسات الرقمنة على أسواق العمل، وبروز أنماط عمل جديدة وخروج الكثير من المهن التقليدية لتحل محلها مهن جديدة، والتي سترسم مستقبل العمل وتحدد المهارات المطلوبة للانخراط بها. وأضاف “المطيري” قائلاً:” شاركت منظمة العمل العربية في الدورة الأولى من مبادرة “العيش باستقلالية” لعرض مشروعات رواد الأعمال ومساعدتهم على التواصل فيما بينهم، وقدمت المنظمة مبادرة لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة عن بُعد خلال اكسبو ذوي الهمم – دبي 2022 ”
كما وجه في ختام كلمته الدعوة للعمل معاً كلٌ بحسب اختصاصه لسد الثغرات التي تعيق اندماج ذوي الإعاقة في سوق العمل في إطار تحقيق الهدف الثامن في خطة التنمية المستدامة 2030 والذي يستهدف تحقيق العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع بمن فيهم أصحاب الهمم من خلال منتدى عربي يتمحور حول تمكين ذوي الإعاقة في أسواق العمل.
وخلال أعمال الجلسة قدمت الدكتورة سارة الجزار مداخلتها نيابة عن الدكتور اسماعيل عبد الغفار ،رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مشيرة إلى أن الأكاديمية قد تبنت استراتيجية لدمج ذوي الإعاقة في التعليم والتدريب، وكذلك برامج الدعم الفني وحاضنات الأعمال لذوي الإعاقة، وربطها بسوق العمل وتحويل الأفكار إلى مشاريع متكاملة.
و من جانبه أكد الوزير المفوض طارق النابلسي، مدير إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية، على أهمية جودة حياة المواطن العربي في إطار توجيهات المجالس الوزارية مشيراً إلى نشاطات الإدارة في دعم ريادة الأعمال لذوي الإعاقة والأسر المنتجة منوهاً إلى نجاح معرض “بيت العرب” الذي نظمته جامعة الدول العربية برعاية وزيرة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية، مشيداً بالدعم والتعاون المثمر والبناء مع منظمة العمل العربية و أكساد والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري كل في مجال اختصاصه، بما يصب في مصلحة العمل والعمال وذوي الإعاقة والأسر المنتجة، كما وجه الشكر لصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف وأجفند.
وأشار الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية في مداخلته إلى ارتفاع مستويات الفقر عام 2023 مقارنة بالسنوات الماضية، و ارتفاع التضخم في المنطقة العربية، منوهاً إلى أهمية العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة 2023 – 2032 وما يتضمنه من مبادرات هامة مثل مبادرة العيش باستقلالية، التي تهدف إلى تحفيز أصحاب الهمم، على استغلال طاقتهم الابداعية، عبر تنمية قدراتهم ومهاراتهم ودعمهم من أجل تحويل إبداعهم إلى مشاريع إنتاجية تجعلهم شريحة منتجة في المجتمع وأن المبادرة في غاية الاأهمية كونها تهدف إلى تشجيع المبتكرين العرب على صنع أنظمة وبرامج وتكنولوجيا متطورة لخدمة أصحاب الهمم، ضمن مسابقة تخضع لمعايير رفيعة يتم بموجبها اختيار التقنية الأكثر ملاءمة لاحتياجات أصحاب الهمم والعمل على إيجاد التمويل اللازم لها.
واستعرض الدكتور نصر الدين العبيد، المدير العام لمنظمة “أكساد”، قصص نجاح وتجارب علمية تطبيقية وشراكات عمل ناجحة، تطبيقاً للهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، لدعم أصحاب الهمم وتحقيق بيئة تنمية مثالية بما يمكنهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، مشيراً إلى دعم الأسر المنتجة ورواد الأعمال العرب من أصحاب الهمم وغيرهم في كل من مصر وسوريا والسودان ولبنان وليبيا، ولاسيما بعد إطلاق «أكساد» حاضنة أعمالها التي تدعم وتشجع أصحاب الابتكارات ورواد الأعمال من الشباب العرب بما يساهم بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي ختام جلسة العمل الأولى لخصت الوزيرة ” القباج” أهم النقاط التي نوقشت خلال المداخلات:
• تيسير منظومة التعليم والتدريب للأشخاص ذوي الإعاقة
• أهمية حاضنات الأعمال وتمويلهاوتسويق المنتجات على كافة المستويات.
• التوسع في تنظيم المؤتمرات والمعارض لتبادل التجارب والخبرات
• تحديات ارتفاع نسبة الفقر ، وتغير المناخ وأزمة المياه والغذاء، و جودة الحياة
• أهمية الشراكات لدعم الحكومات في الوفاء بالتزاماتها
• تعزيز الإبداعات الرقمية والتكنولوجية
• التوسع في المبادرات العربية المتواءمة مع احتياجات سوق العمل، ومد مظلة الحماية الاجتماعية وتعزيز الصحة والسلامة المهنية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المنتدى العربي رفيع المستوى قد ناقش عدداً من المحاور الهامة الأخرى وهي: التعاون العربي الدولي كداعم لريادة الأعمال للأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة، ودور القطاع الخاص في دعم مشروعات ريادة الأعمال للأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة، والشمول المالي والاستثمار في الحلول الذكية والتقنيات الحديثة لدعم ريادة الأعمال للأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة، والتجارب الوطنية في هذا المجال.
وفي الختام تم تسليم الجوائز للفائزين في النسخة الأولى من “مبادرة العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة” من قبل المنظمات العربية الشريكة (جامعة الدول العربية/قطاع الشؤون الاجتماعية، اتحاد الغرف العربية، منظمة العمل العربية، أكساد، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، اليونيدو)