العالم

الحرب مستمرة والمرأة النازحة في أوضاع صحية ونفسية غير مستقرة

كتب : ثائر نوفل أبوعطيوي

مازالت الحرب على قطاع غزة مستمرة ولازال العدوان متواصل للشهر العاشر على التوالي دون توقف ، الأمر الذي جعل الحياة في قطاع غزة معدومة لانتشار رائحة الموت في كل مكان ، ونظرا لحجم الدمار الكبير والنكبة الإنسانية التي أحلت في أهالي قطاع غزة نتيجة العدوان الغاشم منذ السابع من أكتوبر الماضي ، ولازالت المرأة الفلسطينية تعاني ويلات الحرب اليومية حيث بلغ عدد الضحايا من النساء جراء القصف والمجازر والقتل المستمر حوالي 10538 شهيدة من أصل حوالي 38 ألف شهيدا سقطوا قتلى وضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولتسليط الضوء على واقع ومعاناة المرأة الفلسطينية النازحة في مراكز الإيواء والخيام في قطاع غزة.

المرأة عنوان المعاناة والصمود

قالت الناشطة الفلسطينية النسوية، “جولييت أبو شنب” في ظل حرب الإبادة التي لا زالت متواصلة ضدد الحجر والبشر في قطاع غزة المرأة الفلسطينية هي أكثر الفئات المتضررة خلال هذه الحرب، فالنساء في غزة ليست كنساء العالم، في غزة المرأة بألف رجل فالمرأة الغزية لعبت خلال هذه الحرب عدة أدوار منها أم المقاوم، وارملة الشهيد، وأم الشهيد، في غزة النساء لأزواجهن حوريات ولإبناءهن خنساوات ولإخوتهن ساندات، وفي الميدان بألف رجل.

واوضحت أن المرأة الفلسطينية تعاني الويلات إثر إستمرار هذه الحرب لأنها تتحمل تبعات الإجرام الصهيوني الممنهج ضدد شعبنا، فهي تخاف على أبنائها من العدوان المستظر وتحتضنهم لتخفف من خوفهم، فواقع الحرب غيرت من مهامها الأساسية كأم وأضافت إليها معاناة ليس لها مثيل وليس لها بداية أو نهاية كباقي مأسي البشرية السابقة، فمن الطهي على الغاز والكهرباء إلى الطهي على النار والحطب، وهذا بحد ذاته معاناة صعبة وبالأخص ونحن في فصل الصيف الحارق ناهيك عن المعاناة الصعبة في البحث عن الحطب الذي أصبح نادر الوجود بالإضافة لغلاء سعره وعدم المقدرة على شراءه، المرأة الفلسطينية أصبحت ماهرة بإشعال نيران الطهي وكأنها رجلٌ مفتول العضلات وبالذات النساء المتواجدات في الخيام وحدهن دون ازواجهن وهم كثر.

وأضافت ” أبو شنب” كما أن غسل الأواني والتنظيف يحتاج لجلب الماء من مكان يبعد عن الخيمة بإستخدام “جالونات” وأدوات أخرى للنقل وحملها باليد لمسافات بعيدة، إضافة لإنعدام وقلة توفير المنظفات وإرتفاع أسعارها.

وأشارت ” أبو شنب” إلى الإزدحام والاكتظاظ لجموع النازحين في الخيام ، حيث قالت : الازدحام وما أدراك ما هو الإزدحام؟ ، خيام متلاصقة لدرجة إنعدام الخصوصية وأصبحت حياة المرأة الغزية مكشوفة للعامة مع قلة الخدمات الصحية وعدم توفر الأدوية وتلوث المياه وإنتشار الأمراض الجلدية وخاصة تساقط الشعر بشكل كثيف وإحتراق الجلد وإلحاق الضرر ببشرتهن وتغير لونها مما شكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليهن.

واكدت ” أبو شنب” أن الظروف القاسية التي تعيشها المرأة الغزية بدخولها الشهر العاشر من الحرب على غزة فهي مضطرة للتعامل مع نقص الإمدادات الأساسية من ماء وطعام ودواء وتدمير للبنية التحتية، أخص بالذكر النساء الحوامل وما تعانيه وسط الظروف الكارثية التي نمر بها مما يعرض حياتهن وأجنتهن للخطر.

وأفادت ان المعاناةٌ في الحرب تشبه المعاناة الأبدية التي ليست لها نهاية، وليلها طويل فلا راحةً فيها ولا أمان أو إستقرار .

واختتمت الناشطة الفلسطينية النسوية ” جوليت أبو شنب” ،قولها أن الحديث عن المرأة الفلسطينية ومعاناتها وصمودها يطول، فلا نهاية لألمٍ تعيشهُ المرأة الغزيّة، أعانهنّ الله على هذا الحمل الثقيل ولا بد أن يشرق فجر جديد يحمل بطياته بريق أمل.

المرأة مستقبل وطن

وفي ذات السياق قالت الناشطة الفلسطينية النسوية” منى المغربي” أحد النازحات من مدينة غزة للمحافظة الوسطى من قطاع غزة أن المرأة الفلسطينية الغزاوية وحدها القادرة على قهر الظروف والقادرة على التحدي والصمود لِواقع أليم منذ بدء الحرب الاسرائيلية المدمرة على القطاع للشهر العاشر على التوالي حيث أصبح منهن ضحايا جرائم حرب ضد الإنسانية والاباده الجماعية الكارثية التي ينتهجها المحتل الصهيوني على القطاع بدءآ من ترك منازلهن مرورآ بفقدان أفراد من عائلاتهن واطفالهن.

وأضافت ” المغربي ” أن المرأة الفلسطينية أصبحت في حيرة من أمرها أين تذهب هي ومن معها من ويلات الحرب من تهجير ونزوح من منطقه إلى مركز إيواء أو مدرسه أو خيمة؟ ، وهذا كله بظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياه ونهيك عن ذلك فقدان معيل الأسرة شهيدآ او اسيرأ

وأوضحت ” المغربي” أن المرأة الفلسطينية في ظل الحرب المتواصلة تحمل على عاتقها أعباء الحياة ورعاية الأبناء، ورغم ذلك تواصل المرأة في غزة بكل صمود وثبات رحلة البحث عن الطعام حتى تسد رمق أطفالها الجائعة.

وأشارت” المغربي” أن المرأة الفلسطينية النازحة في الخيام أصبحت تقوم بالأعمال الشاقه كتقطيع الخشب وجمع اورارق الأشجار والكرتون لطهي بعض المعلبات المتاحه لها ، والتي تستلمها من مراكز الإيواء والجلوس أمام مواقد النيران التي تنبعث منها دخان احتراق الخشب والاوراق لساعات طويله في ظل شمس حارقة، ومع شح المياه تضطر المرأة الغزيه لنقل كميات من المياه من مسافات بعيده للشرب وإعداد الطعام ومنهن من حلقت شعر ابنائهن لقلة الماء وعدم توافر المال ولغلاء ثمن مواد النظافة الشخصية وبسبب الحصار واغلاق المعابر.

واستطردت ” المغربي ” قائلة : أن المرأة النازحة في مراكز الإيواء والخيام من افتقادها للخصوصية مع ظروف معيشيه خانقة بإكتظاظ الخيام وتلاصقها ببعضها البعض وعدم قدرتهن على استخدام دورات المياه في بعض الأحيان ودون دخول المستلزمات الصحية مما أثرث على انتشار الامراض المعدية لدى الجميع في ظل ضغوط صحية نفسية صعبة بسبب آثار هذه الحرب الشعواء التى يتعرض لها القطاع للشهر العاشر على التوالي ، ولكن مع كل هذه الظروف المأساوية الصعبة فالمراة الفلسطينية المشردة في الخيام لازالت قادرة على صنع الأمل من أجل مستقبل وطن وصناعة شيء من لا شيء.

تراجع الصحة النفسية

ومن جهتها قالت الناشطة الفلسطينية النسوية “رواند كراز” النازحة من مدينة غزة إلى مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى أن واقع المرأة النازحة بعد حرب السابع من أكتوبر، واقع مختلف تماما عن سابقه ، لأنه واقع بلا مأوى ولا أمن ولا أمان ولا استقرار ، حيث الدمار المنتشر في كل مكان ، وأصوات القصف التي تدوي في لحظة ، وصراخ ذوي الضحايا والمصابين والجوعى والمرضى الذي تعب الجسد من شدة البكاء والأنين بسبب كثرة اعداد القتلى والاصابات وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها.

وأوضحت : أن الحرب المستمرة للشهر العاشر على التوالي قد أرهقت المرأة الفلسطينية النازحة جسديا ونفسيا وأثر تأثير سلبي على نفسيتها وصحتها من شدة المعاناة والعيش في خيام متلاصقة لا تتوفر بها أدنى مقومات الحياة الإنسانية من خصوصية أو حتى من مقومات للعيش والسكن لعدم توفر المياه وانعدام الكهرباء والغاز ونقص المواد الغذائية، وانتشار الأمراض المعدية بين جموع النازحين بسبب شدة الاكتظاظ والازدحام.

وأضافت “كراز” أنه وفي الحالة المأساوية للنزوح القسري والتشريد والتهجير وبسبب انهيار الوضع بشكل عام أصبحت المرأة الفلسطينية تتحمل عبء المرحلة وما ترتب من آثار ناجمة عن الحرب ، فهي اليوم الأم والأب وعمود الأسرة الأساسي ، فهي التي توفر الطعام لأبنائها وتوفر المياه وكل ما تحتاجه الأسرة، فاليوم أصبح حجم العمل مضاعفا على كاهلها بسبب الظرف الاستثنائي للحرب.

وتابعت ” كراز ” قائلة: أنه وفي معاناة ومأساة المرأة الفلسطينية النازحة في خيام اللجوء والايواء فأنه يتطلب على كافة الموسسات والهيئات المتخصصة بشؤون المرأة في كافة دول العالم أن تنظر بعين الأهمية والاعتبار لواقع المرأة الفلسطينية في ظل الحرب المستمرة،وأن تعمل على تعزيز وصمود المرأة الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات، من أجل خلق أفق قادم وجديد يجعل الواقع الفلسطيني أكثر أملا في الحياة.

ويبقى واقع المرأة الفلسطينية في حالة تراجع على المستوى الصحي والنفسي والانساني نظرا لانعدام الخصوصية في ظل العيش في خيام مكتظة ومتلاصقة ونظرا لانتشار الأوبئة والأمراض في فصل الصيف شدة حرارة الطقس ونقص الغذاء وشح المياه وانعدام الكهرباء وعدم توفر الغاز والدواء لاستمرار الحياة بشكلها الطبيعي قدر الإمكان هذا من جهة ،ولكن من جهة أخرى تبقى المرأة الفلسطينية حارسة نارنا ورمز بقائناوعنوان الصمود الوطني على طريق الحرية والاستقلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى