العالم

أين الوعى وكيف يكون ؟

أين الوعى وكيف يكون ؟

يقلم / محمد امين جاد

الوعي يعني بتعريف بسيط (صحة الادراك) وهو شطر من الحكمة التي يتكون شطرها الاخر ادراك ما سيكون بما قد كان والوعي مثل أي بناء له اسس ومراحل بناء حتي يكتمل الشكل  ثم ان الوعي هو مجموعة القيم الحاكمة للمجتمع والثوابت المتفق بين افراده للحفاظ عليها والثقافة السائدة وهي التي تتيح متي صحت تطور المجتمعات واستجابتها للمتغيرات التي يفرضها المسار الانساني دون هدم القيم الحاكمة او الثوابت التي قام عليها المجتمع واللذان يمنحان المجتمع خصوصيته المميزة لتجربته الحضارية ثم اننا نعلم تمام ان المجتمع وثوابتة يتكون من خلال عدة عوامل وهى العامل الدينى الروحى والتجربة الحضارية بكل ابعادها والتى اثرت فيها عوامل التاريخ والجغرافيا ويبقي مدي استيعاب المجتمع خلال فترة زمنية ما لهذين العاملين مع البناء المعرفي المتوافق مع التطور حجر الزاوية لجودة الوعي وصلابته وإن هدم المجتمعات العريقة حضاريا لا يتم  بفرض قيم وثوابت عليها مباشرة  ولكن يتم العبث في عوامل تكوينها بالتدليس في هذه العوامل لإفساد الوعي الجمعي بها لتصل في النهاية الي التدمير الذاتي الفكرة الغريبة ان الكثير يعتقد ان الوعي بصفة عامة مرتبط بالالمام بالمعلومات لذلك نجد  شهوة الفضول وادعاء معرفة معلومات (حصريا) عالية جدا برغم ان الوعي اساسه القدرة علي التفكير المنطقي والنقدي وتمييز البناء الصوري لما يعرض من معلومات والقدرة علي تمييز المغالطات المنطقية في المنطق غير الصوري لما يتم عرضه وهو ببساطة في تعريف قاموس الفلسفة لكامبريدج استخدام المنطق في معرفة الحجج وتحليلها وتقييمها في اطار سياقات الحديث العادي ومداولات الحياة اليومية علي كل المستويات واكثر الاثر يظهر في مداولات الاعلام بصفة عامة ووسائل التواصل الاجتماعي فانتشر للاسف تزييف الوعي سواء علي المستوي الانساني او العلاقات الاجتماعية ونهاية بالطبع مستوي الوعي السياسي والعام حتي أن استخدام المدلول اللفظي اصبح ضعيفا ولذلك اصبح التمييز بين أنواع الحوار التي تمثل الحجة والدليل مكونا اساسيا فعلي سبيل المثال يختلف الحوار العلمي عن التفاوض وتحديد معايير الحجج الصائبة استنباطا او استقراءً والترتيب المنطقي وكيفية البناء والالمام وفهم المغالطات المنطقية وكيف تستخدم في تقييم الحجج واستيعاب متي يصح المدلول الذي ما نأخذه عادة مأخذ المغالطة (وهذا من ادق المهارات) عملية بناء الوعي مسئولية كبري يشترك فيها الاسرة والمدرسة والإعلام والجهات المسؤولة عن الثقافة فالمواطن الواعي يعلم حقوقه وواجباته ويعلم دوره الحقيقي ويبقي دائما متزنا في مواقفه دون خلط او إقصاء ثم نعود الى المجالس العرفية ثم الاسر ثم صالونات الحلاقة ورواد القهاوى وما يحدث فيها وبناء عليه اصبح رب الاسرة لايستطيع ان يحكم زوجتة ولا اولادة ومع هدم المبادىء والقيم والاخلاق وانتشر الفساد فى مجالات الحياة ***

=======================

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى